مؤتمر حول العراق يبدأ اعماله اليوم في منتجع شرم الشيخ المصري

دعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، إلى ضرورة السعي لتعزيز المصالحة الوطنية بين كافة الطوائف العراقية، مؤكداً في الوقت نفسه أن مصر ستظل دائماً "على أهبة الاستعداد" لتقديم كل ما يمكنها لمساعدة أبناء الشعب العراقي.

وقال أبو الغيط، في كلمته بافتتاح مؤتمر "العهد الدولي للعراق"، والذي عقد الخميس بمدينة شرم الشيخ، إن مصر تعتبر أن المصالحة الوطنية هي "الطريق الوحيد" للتنمية والاستقرار في العراق، مشيراً إلى أن المصالحة تعد "ضمانة الوحدة، وركيزة الاستقرار."

وقال إن الحلول العسكرية للوضع المتردي بالعراق، لا يجب أن تتم وحدها بمعزل عن التوافق بين كافة طوائف الشعب العراقي، وتحسين الأوضاع السياسية والأمنية، جنباً إلى جنب مع الأوضاع الاقتصادية.

وأوضح وزير الخارجية المصري أن العهد الدولي للعراق، والذي يعد بمثابة خطة خمسية، يهدف أساساً إلى إعادة الاستقرار والأمن إلى العراق، الذي يعاني طويلاً من فوضى أمنية، خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي أن حكومته "تسير بخطى واثقة نحو ترسيخ كيان الدولة الديمقراطية الحديثة"، رغم كل الظروف الأمنية والاقتصادية التي تمر بها العراق حالياً.

وهاجم المالكي نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، قائلاً إن العراق "عاشت 35 عاماً من الحكم الاستبدادي، انتهج فيه النظام نهجاً تخريبياً عرض نسيج البلاد إلى مخاطر حقيقية."

ودعا رئيس الوزراء العراقي إلى "الاعتراف بالانجازات التي تحققت في الفترة الماضية"، مشيراً إلى أن حكومته التزمت بـ"المضي قدماً في إصلاح الاقتصاد الوطني، منذ اليوم الأول لتوليه السلطة."

إلى ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أمله في أن يمثل "مؤتمر العهد الدولي"، بداية "عهد جديد" للعراق، داعياً في الوقت نفسه، مختلف الأطراف المشاركة في المؤتمر إلى تقديم كل الدعم الممكن لمساعدة الحكومة العراقية.

يأتي انعقاد مؤتمر العهد الدولي للعراق، قبيل قليل من انعقاد مؤتمر وزاري موسع بمشاركة وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق، إلى جانب وزراء من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، ومجموعة الثمانية، بالإضافة إلى عدد من الهيئات والمنظمات الدولية الأخرى.

وكانت خلافات حاده قد سبقت الاجتماع الوزاري المقرر عقده الجمعة، بسبب اعتراض الحكومة العراقية على تضمين البيان الختامي بنداً يجدول انسحاب القوات الأجنبية من العراق، بالإضافة إلى انتقادات وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية، بسبب رفضها استقبال رئيس الحكومة العراقية، خلال جولته مؤخراً بعدد من دول المنطقة.

وكانت الاجتماعات التحضيرية والتشاورية لمناقشة البيان الختامي، قد اختتمت أعمالها مساء الأربعاء، بمشاركة كبار المسؤولين بدول الجوار العراقي، مع ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهيئات ومجموعات دولية أخرى.

وقال مدير إدارة الصحافة والإعلام بوزارة الخارجية المصرية، هشام النقيب، إن المؤتمر الدولي لإطلاق مبادرة العهد الدولي للعراق سيبدأ الخميس، حيث سيقوم بافتتاح أعماله كل من رئيس الوزراء العراقي وسكرتير عام الأمم المتحدة، بمشاركة وفود أكثر من 60 دولة ومؤسسة إقليمية ودولية، من بينها مجموعة الثماني والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.

وأضاف النقيب، في تصريحات أدلى بها مساء الأربعاء، إنه بعد انتهاء أعمال مؤتمر العهد الدولي، تبدأ على الفور الاستعدادات لاجتماع دول الجوار العراقي، بلقاء تشاوري على مائدة عشاء مساء نفس اليوم، يعقبها صباح الجمعة افتتاح الاجتماع الموسع لوزراء خارجية دول الجوار، ومصر، مع وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، ومجموعة الثماني، بحضور رئيس الوزراء العراقي، وسكرتير عام الأمم المتحدة، وأمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي