واشنطن
كشف كتاب أمريكي جديد صدر خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول أن إيران عرضت صفقة على أمريكا بعد اسقاط نظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين تضمنت مقترحات منها احترام المصالح الايرانية في العراق ونزع سلاح حزب الله ودعم المبادرة العربية للسلام والتعاون في الحرب على الارهاب.
ويروي الكتاب الذي كتبه استاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكينز تريتا بارسي قصة الاتصالات الامريكية الايرانية الاسرائيلية بعد الاطاحة بصدام حسين، مستندا على130 مقابلة اجراها مع مسؤولين حاليين وسابقين في الادارة الأمريكية.
ويتحدث الكتاب عن تفاصيل مؤتمر اثينا العام 2003 والذي بدأ اكاديميا وتحول مائدة للتفاوض بين تل ابيب وطهران، الى جانب الكشف عن خفايا اجتماعات عقدها مسؤولون امريكيون وايرانيون.
ويتضمن هذا الكتاب الذي يحمل عنوان(التحالف الخبيث:اسرار التعاملات بين اسرائيل وايران والولايات المتحدة) وثائق العرض الرسمي من ايران.
ويشير الكتاب الى انه بعد اسقاط حكم البعث في اواخر ابريل/ نيسان 2003 وقبل ايام معدودة من خطاب "انجاز المهمة" لبوش في اوائل مايو/آيار قدم الايرانيون مسودة "صفقة كبرى" لواشنطن اعدها سفير طهران لدى فرنسا انذاك صادق خرازي، ووافق عليها اية الله خامنئي مستخدما السفير السويسري في طهران انذاك تيم غولدمان باعتباره وسيطا ومستشارا في الوقت نفسه.
وتضمن العرض الايراني وقف الدعم لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) و(الجهاد الاسلامي) والمساعدة في تحويل حزب الله الى حزب سياسي يقتصر وجوده فقط داخل لبنان ، والتعاون في مكافحة القاعدة وفتح المنشآت النووية الايرانية امام المفتشين الدوليين لتأكيد طابعها السلمي.
وعلى الجانب الأخر طالبت طهران ايضا بانهاء العقوبات الاقتصادية بالكامل واحترام المصالح الايرانية في العراق والروابط الدينية في النجف وكربلاء والسماح لها بتكنولوجيا سلمية وملاحقة منظمة مجاهدي خلق المعارضة.
ويؤكد الكاتب بارسي ان النائب الجمهوري السابق بوب ناي الذي يتقن الفارسية وعمل في ايران قبل الثورة الاسلامية، نقل الوثيقة العرض الى البيت الابيض بواسطة اقرب مستشاري بوش السابقين، كا رل روف.
ويكشف الكتاب عن ان كلا من مستشارة الأمن القومي في ذلك الوقت كوندليزا رايس وزير الخارجية كولن باول ونائب وزير الخارجية ريتشارد آرميتج عملوا بقوة من اجل اقناع الرئيس الأمريكي جورج بوش بالرد على المبادرة، الا انه استمع الى نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع انذاك رامسفيلد اللذين تحفظا عليها بشدة بذريعة(عدم التحدث مع الشر).
ويشير الكتاب الى ان اتصالات ايرانية اسرائيلية جرت في مؤتمر اكاديمي استضافته اثينا قبل اسابيع من تسليم غولدمان نص الوثيقة الى ناي، وان الطرف الايراني اعاد خلالها التاكيد على العرض.
وينقل بارسي عن مسؤولين اسرائيليين إن الرسالة هي نفسها التي نقلها ممثلون رسميون وغير رسميين من طهران في اجتماعات اخرى ، موضحا ان هذا العرض لم يلق الاستجابة من الادارة الامريكية لاقتناعها بامكانية حشر ايران واستثمار الانتصار العسكري في العراق.