احتل العراق الترتيب (157) في التصنيف العالمي لحرية الصحافة للعام 2007، بحسب الاحصائية السنوية التي تعدها منظمة (مراسلون بلا حدود)، ووفقاً لهذه الاحصائية يكون العراق قد احتل المرتبة قبل الأخيرة بين الدول العربية..و(مراسلون بلا حدود) منظمة أهلية دولية، مقرها العاصمة الفرنسية باريس، وتعني برصد انتهاكات حرية الصحافة وأوضاع الصحفيين حول العالم. التقرير أكد علي أن الرقابة الذاتية لا تزال حاضرة في صحافة العراق، ولم تقل الرقابة أو العنف الممارَس ضد العاملين في القطاع الاعلامي. الأمر الذي يدعو الي وقفة حقيقة لحماية الصحفيين في العراق من القوى السياسية النافذة ومن المليشيات المسلحة .
تعددت وتنوعت الضغوط - التي مورست علي حرية الصحافة في العراق من قبل بعض الجهات السياسية النافذة - مابين ضغوط سياسية وقانونية، اجتماعية واقتصادية، بالإضافة الى الضغوط الأمنية، حيث تم فرض عقوبات صارمة علي منتقدي سياسة الحكومة. كما تم مداهمة واغلاق مكاتب بعض الصحف التي لا تسير بركب الحكومة أو الاحتلال!
معاقبة الصحف تمت أيضاً بأساليب مختلفة، منها اخفاء المعلومات، وعدم تزويد الصحف المستقلة بالبيانات الحكومية، وحصر ذلك بالصحفيين الموالين للحكومة. وفي ظروف أخرى تمت معاقبة عدد من الصحف المستقلة باستخدام الاعلانات الحكومية كوسيلة ضغط على الصحف المستقلة، وبعدم منحها الامتيازات والاعانات، وحصر ذلك أيضاً بالصحف التي تسير في ركب الحكومة.
لقد أصبحت حرية الصحافة في العراق حبر علي ورق؛ فالصحافة الحرة اليوم مقلمة الأظافر وتعاني الأمرين.
ولم يشهد العراق مرحلة حرجة كالتي يشهدها اليوم، حيث الفوضي وثقافة العنف تجتاح الشارع العراقي، وبات الهدف منها واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار: تفريغ العراق من طاقاته وامكاناته العلمية وكوادره المثقفة