فِي بلد استبيح فيه كل شيء لم تعد ثمة فوارق بين ماهو لله وماهو لقيصر ولا بين جيوب المسؤولين وبيت المال ولا بين المكلية العامة وملك ذات اليمين ولا بين حدود البلدية وحدود العشيرة ولا بين الحدود الدولية للعراق وحدود القبائل التي قد تعلن العصيان على الدولة فترفع بيرقها معلنة استقلالاً او انفصالاً او حكماً ذاتياً في احسن الاحوال تحت شعار(وقد فاز باللذات والمكاسب من تفدرلا)!
تحت هذا العنوان اعلنت احدى العشائر العراقية الغاضبة سيطرتها على حقل نفطي كبير في جنوب العراق ينتج مايقرب من 70 الف برميل من النفط يوميا، والسبب المعلن وراء هذا الاستيلاء ان العشيرة الغاضبة الثائرة تطالب بتعيين ابنائها في شركة نفط الجنوب بعد ان وجدت أن التعيينات مقتصرة على (اخي وابن عمي وخاليا)!اتخيل علماً يرفرف على تلك البئر النفطية وحين اقترب منه اكتشف انه بيرق تلك العشيرة وقد رسمت عليه نخلة ونجمة وبرميل لتكتمل ملامح علم يمثل سيادة تلك العشيرة على البئر النفطية!
قد تضطر الحكومة الى التفاوض مع شيوخ تلك العشيرة للتوصل الى اتفاق تكون الحكومة ملزمة بموجبه بتعيين عدد من ابناء تلك العشيرة وتمنحهم نسبة من مبيعات تلك البئر وحسب البورصة النفطية من غير تلاعب ولا غشّ، وبالمقابل تنكّس العشيرة علمها وتسحب قواتها المتجحفلة قرب البئر في صفقة يحترم بنودها الطرفان.واذا فشلت المفاوضات فستكون العشيرة الغاضبة عضوا في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك وسيكون رئيس العشيرة حاضرا في اجتماعات اوبك واوابك ومنظمة الجات.
عاشت اوبك وعاش النفط وعاشت العشائر الباسلة.. والسلام!