ثمة حقيقة التي لا يريد ان يجمع عليها الفرقاء في العراق ، بما فيهم المحتلين الاميركان والبريطانيين , وايضا الساسة والمثقفين والكتاب العراقيين ومن كل الاطراف والاحزاب والجماعات التي برزت اثر الاحتلال ، انها تعيش فوضى فكرية في المعلومات عن العراق بانعدامهم من كل المعلومات والاحصاءات والارقام والتقارير الكمية والنتائج البحثية, وما زالو لا يعرفون شيأ عن انفسهم ولا عن جغرافيتهم ولا عن مؤسساتهم ولا عن مجتمعهم ولا عن مدنهم ولا عن طلبتهم وجامعاتهم والخ, هذا لو كانو عراقيين الاصل ,ان جملة من المحللين الغربين والكتاب العراقيين يضللون العالم كله قبل ان يضللو العراقيين انفسهم باطلاق احكام لا تسند الى اي حقائق ولا الى اية معلومات ثابتة , فستكون قراراتهم حتما مظللة او مفبركة وشعاراتية غير صائبة .
من يحكم العراق الان؟ هل تحكمه حكومة المالكي ؟ او رئيس دولة اسمه الطلباني ؟ ام السفير المحتل الذي حتما يشارك في صنع وطبخ القرارات ؟ ام هل اصبح العراق مقسما الى اقاليم كل اقليم يحكم لنفسه ؟او لربما تحكمه الاحزاب والمليشيات الشبه رسمية والتي لها نفوذ ومصالح في هذا المكان او ذاك.
لقد استشرى الفساد في كل مرافق الحياة ، وهذه حقيقة اكيدة يقرها الجميع . ولقد تردى الامن والنظام كثيرا بحيث لم يعد من هاجس لدى العراقيين الا امنهم وحياتهم ووجودهم .
ان العراقيين مدعون اليوم اكثرمن اي وقت مضى الى الوعي لهذه الحقائق من اجل بناء وشق طريقهم نحو المستقبل وعل اسس ’ ربما تكون صعبة , ولكن للضرورة احكام .
واختم واقول ان العراق لن يتخلص من مشكلاته ومعضلاته الا بمعرفة حقائقه الكبرى ويجب ان تكون من قبل اهله الذين يمثلون بنية المجتمع العراقي